يُعَدّ جدري القرود من الأمراض الفيروسية التي أثارت اهتمامًا كبيرًا في الآونة الأخيرة، خاصة مع تسجيل حوالي 100 إصابة شهريًا في أوروبا. على الرغم من أن هذا المرض ليس وباءً عالميًا مثل كوفيد-19، إلا أن منظمة الصحة العالمية تُصنّفه كحالة طوارئ صحية تستدعي الانتباه. في هذا المقال، سنستعرض ما يجب معرفته عن جدري القرود، من أعراضه عند الكبار والأطفال، إلى كيفية انتقاله وما إذا كان قاتلًا أم لا.
ما هو جدري القرود؟
جدري القرود هو عدوى فيروسية نادرة تنتقل عن طريق الاتصال الجسدي الوثيق، وتسبب بثورًا مملوءة بالقيح وأعراضًا تشبه الإنفلونزا. تعود أصول هذا المرض إلى مناطق معينة في إفريقيا، ولكنه بدأ بالانتشار مؤخرًا إلى مناطق أخرى من العالم، بما في ذلك أوروبا.
وفقًا لتصريحات هانس كلوجه، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، فإن جدري القرود ليس وباءً جديدًا مثل كوفيد-19، حيث تمتلك السلطات الصحية المعرفة والأدوات اللازمة للسيطرة على انتشاره. رغم ذلك، يبقى هذا المرض تحديًا صحيًا يحتاج إلى استجابة فعالة من أجل منعه من التفشي بشكل أوسع.
انتشار جدري القرود في أوروبا: 100 إصابة شهريًا
تشهد أوروبا حاليًا تسجيل حوالي 100 حالة جديدة من جدري القرود شهريًا، مع تزايد القلق بشأن السلالة الفرعية 1 الجديدة التي تُعدّ أكثر قدرة على الانتقال مقارنة بالسلالات السابقة. وفي حين أن السلالة الفرعية 2 لا تزال الأقل خطورة، إلا أن السلطات الصحية تراقب الوضع عن كثب لضمان السيطرة على تفشي المرض.
أعراض جدري القرود عند الكبار
تتشابه أعراض جدري القرود مع أعراض الإنفلونزا في بدايتها، لكنها تتفاقم لتشمل ظهور بثور مملوءة بالقيح على الجلد، وتتضمن الأعراض الأكثر شيوعًا:
- حمى مرتفعة.
- صداع شديد.
- آلام عضلية.
- تضخم في الغدد الليمفاوية.
- إرهاق عام.
- ظهور طفح جلدي مؤلم يتحول إلى بثور مملوءة بالقيح.
تختلف شدة الأعراض من شخص لآخر، ولكنها عادةً ما تكون خفيفة ولا تشكل خطرًا كبيرًا على الحياة، إلا في حالات نادرة.
أعراض جدري القرود عند الأطفال
قد يظهر جدري القرود عند الأطفال بأعراض مشابهة لتلك التي تظهر عند البالغين، مع احتمال أن تكون الأعراض أكثر حدة في بعض الحالات. يشمل ذلك:
- حمى مفاجئة.
- طفح جلدي يبدأ في الوجه ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
- آلام في المفاصل والعضلات.
- تضخم في الغدد الليمفاوية.
يجب على الآباء مراقبة أي علامات على جلد الطفل أو أي تغيرات في حالته الصحية، والتوجه إلى الطبيب فورًا في حال ظهور أي من هذه الأعراض.
هل جدري القرود قاتل؟
على الرغم من أن جدري القرود يمكن أن يكون قاتلًا في بعض الحالات النادرة، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، إلا أن نسبة الوفيات المرتبطة بهذا المرض تبقى منخفضة نسبيًا.
تتراوح الأعراض من خفيفة إلى متوسطة في الغالبية العظمى من الحالات، مع تعافي معظم المصابين بدون مضاعفات خطيرة.
كيفية انتقال جدري القرود
ينتقل جدري القرود بشكل رئيسي عن طريق الاتصال الجسدي الوثيق، بما في ذلك الاتصال الجنسي. هذا ما يميز المرض عن الأوبئة الأخرى مثل كوفيد-19، الذي ينتقل بسهولة عبر الهواء. يظل الانتقال من إنسان إلى آخر نادرًا نسبيًا، ولكنه يحدث عند التلامس المباشر مع البثور أو سوائل الجسم المصابة.
من المهم أيضًا أن تكون السلطات الصحية على استعداد للتعامل مع أي تغيرات قد تطرأ على طريقة انتقال المرض، خاصة مع ظهور سلالات جديدة قد تكون أكثر قدرة على الانتقال.
كيفية السيطرة على جدري القرود
أكدت منظمة الصحة العالمية على أهمية التصدي لجدري القرود بشكل جماعي، مع ضرورة تشغيل الأنظمة الصحية العالمية للسيطرة على انتشاره والقضاء عليه. يُعد هذا بمثابة اختبار حاسم لأوروبا والعالم في كيفية التعامل مع الأمراض الناشئة ومنع تحولها إلى أوبئة عالمية.
خاتمة
جدري القرود يمثل تحديًا صحيًا عالميًا يحتاج إلى استجابة فورية وفعالة من قبل السلطات الصحية. مع تسجيل 100 إصابة جديدة شهريًا في أوروبا، يبقى الوعي والاحتراز هما السبيل الأمثل لمنع انتشار هذا المرض والسيطرة عليه.
يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن العالم من التصدي لهذا التحدي الجديد بنجاح، أم سيظل جدري القرود تهديدًا مستمرًا؟
